نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 335
ذلك الجزاء إلا الكفور وصاحب الكبيرة جاز أن يجازى جزاء مغايرا لما يختص بالكافر ( الثالث قوله تعالى بعد إيجاب الحج ومن كفر ) أي لم يحج ( فإن الله غني عن العالمين ) فقد جعل ترك الحج كفرا ( قلنا المراد من جحد وجوبه ) ولا شك في كفره * ( الرابع ) قوله تعالى حكاية عن موسى وهارون إنا قد أوحي إلينا ( أن العذاب على من كذب وتولى ) فإنه يدل على انحصار العذاب في المكذب وهو كافر ولا شك أن الفاسق معذب لما ورد فيه من الوعيد ( قلنا ) هو أيضا ( متروك الظاهر ) ومخصوص ( للاتفاق على عذاب شارب الخمر والزاني مع أنه غير مكذب لله تعالى بل اليهود والنصارى ) لا يكذبون الله تعالى ( وربما يلزمهم التكذيب لكن فرق بين المكذب ومن يلزمه التكذيب * الخامس قوله تعالى فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ) فإنه يدل على أن كل من يصلى النار فهو كافر ( والفاسق ) أي مرتكب الكبيرة ( يصلاها ) أي النار للآيات العامة الموعدة بدخولها ( قلنا لعل ذلك نار خاصة ) يعني إن الضمير في يصلاها عائد إلى نار منكرة فلعل تنكيرها للوحدة النوعية فتكون نارا مخصوصة لا يصلاها إلا الكافر * ( السادس قوله تعالى في حق من خفت موازينه ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون و ) حينئذ نقول ( الفاسق ممن خفت موازينه ) لقلة حسناته وكل من خفت موازينه فهو مكذب بالآية المذكورة وكل مكذب كافر ( قلنا بل ثقلت ) موازين الفاسق ( بالإيمان ) فلا يندرج فيمن خفت موازينه * ( السابع ) قوله تعالى ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ( والفاسق ممن وجهه مسود ) بالمعصية فيكون كافرا ( قلنا لا نسلم أن كل فاسق كذلك ) أي مسود الوجه يوم القيامة فإن الآية
335
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 335