نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 247
لكل صناعة مراتب ) في الكمال بعضها فوق بعض ( وليس لها حد معين ) تقف عنده ولا تتجاوزه ( ولا بد في كل زمان من فائق ) قد فاق ( أبناؤها ) بأن وصل إلى مرتبة من تلك المراتب لم يصل إليها غيره في عصره وإن أمكن أن يفوقه شخص آخر في عصر آخر ( فلعل محمدا كان أفصح أهل عصره ( فأتى بكلام عجز عن مثله أهل زمانه ) ولو كان ذلك معجزا لكان ) ما أتى به ( كل من فاق أقرانه في صناعة ) من الصناعات في عصر من الأعصار ( معجزا وهو ضروري البطلان وأما مذهب القاضي فلأن ضم غير المعجز إلى مثله لا يصيره معجزا وأما الإخبار بالغيب فلوجوه * الأول إنه جائز كرامة للولي ) وعلى سبيل الاتفاق أيضا بلا خرق عادة كما في المرة والمرتين ( إلا أن يتكرر ) ذلك الإخبار ( إلى أن يصير ) خارقا للعادة فيصير حينئذ ( معجزا ومراتبه ) أي مراتب التكرر إلى حد الاعجاز ( غير مضبوطة ) بعدد معين ( فكيف يعلم بلوغ القرآن ) في الإخبار بالغيب ( مرتبة الاعجاز الثاني إنه يقع ) ذلك الإخبار مكررا ( من المنجمين والكهنة ) كما دل عليه التسامع والتجربة ( وليس بمعجز اتفاقا الثالث إنه يلزم حينئذ أن لا يكون ما خلا عنه ) أي عن الإخبار بالغيب ( من القرآن معجزا ) فيخرج أكثر القرآن عن صفة الاعجاز وهو باطل ( وأما عدم الاختلاف والتناقض فيه مع طوله فلوجوه الأول ) إن فيه تناقضا لأنه ( قال وما علمناه الشعر وفي القرآن ما هو شعر نحو قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فإنه بدون لفظ مخرجا من بحر المتقارب على وزن فعولن فعولن فعولن فعل ومنه قوله وأملي لهم إن كيدي متين ( و ) نحو ( قوله ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) فإنه إذا أشبع كسرة الميم في ويخزهم وفتحة النون في مؤمنين كان موزنا بلا شبهة ( سيما ) أي وفي القرآن ما هو شعر لا سيما ( إذا تصرف فيه بأدنى تغيير فإنه يوجد فيه شئ كثير ) على أوزان بحور الأشعار ( الثاني إن فيه كذبا إذ قال ما فرطنا في الكتاب من شئ ) وقال ( ولا رطب
247
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 247