responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 222


معيشته بل لا بد له من أن يكون معه آخرون من بني نوعه حتى يخبز هذا لذلك ويطحن ذاك لهذا ويزرع لهما ثالث وهكذا فإذا اجتمعوا على هذا الوجه صار أمرهم مكفيا ولذلك قيل الإنسان مدني بالطبع فإن التمدن هو هذا الاجتماع ولا بد لهم في التعاون من معاملة ومعاوضة يجريان بينهم ولا بد فيهما من قانون عدل يحافظ عليه دفعا للظلم وإليه أشار بقوله ( ولولا شريعة ينقاد لها الخاص والعام لا شر أبت كل نفس ) أي مدت عنقها ( إلى ما يريده غيره وطمح ) أي ارتفع ( عين كل إلى ما عند الآخر فحصل ) بينهم ( التنازع وأدى ) ذلك التنازع ( إلى التواثب والتشاجر ) أي الاختلاف ( والتقاتل والتناحر وشمل ) الناس ( الهرج ) أي القتل ( والمرج ) أي الاختلاط ( واختل أمور المعاش والمعاد فوجب في الطبيعة ) وجود الموصوف بتلك الخواص ) لما علم من شمول العناية فيما أعطى كل حيوان من الآلات ) اللائقة به ( وهدى ) أي كل واحد منه ( إلى ما فيه بقاؤه وبه قوامه نوع الإنسان ) فإن العناية به في الاعطاء والهداية أكثر ( وهو أشرف الأنواع ) الحيوانية ( سخر له ما عداه من تلك الأنواع ( وهذا ) أي وجود من اجتمعت فيه الخواص المذكورة ( من أعظم مصالحه ) لما ظهر فيه من جلب المنافع الجليلة والدفع للمضار الشديدة ( أفترى الطبيعة تهمل ذلك كلا ) والحاصل إن وجود النبي سبب للنظام في المعاش والمعاد فيجب ذلك في العناية الإلهية المقتضية لأبلغ وجوه الانتظام في مخلوقاته فهذه طريقة أثبات النبوة على مذهب الحكماء ( المقصد الثاني ) في حقيقته المعجزة وهي ) بحسب الاصطلاح ( عندنا ) عبارة عن ( ما قصد به إظهار

222

نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست