نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 123
وجودهما وذلك ( لتحققها عند الوجود ) كما عرفت ( وانتفائها عند العدم ) فإن الأجسام والأعراض لو كانت معدومة لاستحالة كونها مرتبة بالضرورة والاتفاق ) ولولا تحقق أمر مصحح ( حال الوجود غير متحقق حال العدم لكان ذلك ) أي اختصاص الصحة بحال الوجود ( ترجيحا بلا مرجح ) لأن نسبة الصحة على تقدير استغنائها عن العلة إلى طرفي الوجود والعدم على سواء ( وهذه العلة ) المصححة للرؤية لا بد من أن تكون مشتركة بين الجوهر والعرض وإلا لزم تعليل الأمر الواحد ) وهو صحة كون الشئ مرئيا ( بالعلل المختلفة ) وهي الأمور المختصة أما بالجواهر وأما بالأعراض ( وهو غير جائز لما مر ) في مباحث العلل ( ثم نقول هذه العلة المشتركة إما الوجود أو الحدث إذ لا مشترك بين الجوهر والعرض سواهما فإن الأجسام لا توافق الألوان في صفة عامة بتوهم كونها مصححة سوى هذين ( لكن الحدوث لا يصلح ) أن يكون ( علة ) للصحة ( لأنه عبارة عن الوجود مع اعتبار عدم سابق والعدم لا يصلح أن يكون جزءا للعلة لأن التأثير صفة إثبات فلا يتصف به العدم ولا ما هو مركب منه ( وإذا أسقط العدم عن درجة الاعتبار لم يبق إلا الوجود فإذن هي ) أي العلة المشتركة ( الوجود وأنه مشترك بينهما وبين الواجب لما تقدم ) من اشتراك الوجود بين الموجودات كلها ( فعلة صحة الرؤية متحققة في حق الله تعالى فيتحقق صحة الرؤية وهو المطلوب واعلم أن هذا ) الدليل ( يوجب أن يصح رؤية كل موجود كالأصوات والروائح والملموسات والطعوم والشيخ ) الأشعري ( يلتزمه ويقول لا يلزم من صحة الرؤية لشئ ( تحقق الرؤية له وإنما لا نرى ) هذه الأشياء التي ذكرتموها ( لجريان العادة من الله بذلك ) أي بعد رؤيتها فإنه تعالى أجرى عادته بعدم خلق رؤيتها فينا ( ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها ) كما خلق رؤية غيرها ( والخصم يشدد عليه ) النكير أي الانكار ويقول هذه مكابرة محضة وخروج عن خير العقل بالكلية ونحن نقول ما هو أي إنكاره ( الاستبعاد ) ناشئ عما هو معتاد في الرؤية ( والحقائق ) أي
123
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 123