نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 62
ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه ، فسئل عن ذلك فقال : هذا جبريل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها : كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة ، فقيل : من يقتله يا رسول الله ؟ فقال : رجل يقال له يزيد ، لا بارك الله في نفسه ، وكأني أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها ، وقد أهدي رأسه ، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلا خالف الله بين قلبه ولسانه - يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة - . قال : ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسين بن يديه مع الحسن ، فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني محمد عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن أخلفهما بعدي . اللهم وقد أخبرني جبريل بأن ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء إنك على كل شئ قدير ، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله . قال : فضج الناس في المسجد بالبكاء ، فقال النبي : أتبكون ولا تنصرونه ؟ ! اللهم فكن له أنت وليا وناصرا . ثم ذكر عن ابن عباس خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أوبته من سفره قبل وفاته بأيام ولعلها بعد رجوعه من حجة الوداع يقرب لفظها مما ذكرناه . وربما يظن ( وظن الألمعي يقين ) أن تكرر المآتم التي أقامها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيوت أمهات المؤمنين - كما تسمع حديثها بعيد هذا - إنما كان على حلول الأعوام والسنين إما نظرا إلى ميلاد الحسين السبط ( سلام الله عليه ) ، أو إلى يوم استشهد فيه ، أو إلى هذا وذاك معا ، سنة الله في الذين خلوا من قبل ، ولن تجد لسنة الله تحويلا .
62
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 62