نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 21
عليه متلقين إياه بحسن القبول ، ( والذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) . إليك البيان الحب والبغض خلتان تتواردان على الخواطر ، يعبر بهما عن إقبال النفس وميلها إلى الشئ ، وعن إدبارها عنه وتوليه ، فإن الأشياء برمتها وحذافيرها ماديا ومعنويا ، جزئيا وكليا ، أمريا وخلقيا ، غيبيا وشهوديا ، ملكيا وملكوتيا ، سفليا وعلويا ، نوريا وناريا ، جوهريا وعرضيا ، فرديا واجتماعيا ، شخصيا ونوعيا ، ماديا ومعنويا ، جسميا وروحيا ، دنيويا وأخرويا ، إلى جميع ما يقع مورد تصور الإنسان وتصديقه ، لما عرضت على محكمة القضاء في النفس تصورا وتصديقا ، المنعقدة لدى عرض كل شئ عليها في أقصر آن لمحة البرق بصورة يقصر الفهم عن إدراكها ، فلا يخلو من انعكاس الشئ في عدسة القلب ومرآته ، وميل النفس إليه ورغبته فيه بعد تمامية تصوره وتصديقه ، وإذعان النسبة بينها وبينه ، أو عدم انعكاسه في صفح القلب ، وإعراض النفس ورغبتها عنه ، وهذه هي حقيقة الحب والبغض . والأمران كما يتبعان كلاهما في أصل تحققهما البواعث والدواعي لهما الموجودة في الشئ ، كذلك يتبعانها في مدارجهما ومقاديرهما ومراتبهما ، ويحدان بعدها وحدها ، ويوصفان من الكثرة والقلة والضعف والشدة بقدر ما يوجد من البواعث وزنتها ، فبميزان المسببات تعاير المحبات وتوزن . فالذات الوحيد الذي يستأهل للحب أولا وبالذات قبل كل شئ إنما هو الله تبارك وتعالى نظرا إلى ذاته وأفعاله ، فكل صفة من صفات جلاله وجماله وكماله ، وكل سمة من مظاهر قدسه ، وسبحات وجهه ،
21
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 21