responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 44


وافرا من أيام عمرهم في تحصيل ملكة البلاغة وحصولها لهم ، فلأنه لم ينقل عن أحد ولا عن جماعة بالمعاضدة معارضة القرآن بسورة اعتقد المعارض وأهل اللسان الذين لم يكونوا معارضين ، أو أحدهما بعد سماع القرآن وتأمل بلاغتها أنها مثل سورة منه ، وعدم نقل هذه المعارضة دليل على عدمها كما ذكرته آنفا .
وأما كونه صادقا في الدعوى ، فلأن عجزهم المطلق عن الإتيان بسورة من مثله يدل على أن هذا الكلام ليس من البشر وإن كان قارئ ، فكيف من الأمي ، فذكر الأمية لغاية توضيح عدم كون القرآن من كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكونه من الله تعالى ، وإذا كان الكلام من الله تعالى ، فالمنزل إليه صادق في الدعوى المذكورة ، بل في جميع ما يقول ، وإلا يلزم الظلم والإغراء بالباطل ، كما ذكرته في المبحث الثاني من المقصد الأول .
فإن قلت : زمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان على نوعين : أحدهما زمان كان القادر على المعارضة غير خائف لعدم قوة الإسلام ، والثاني زمان كان للإسلام قوة وشوكة ، ولعل القادر عليها يمنعه الخوف عن المعارضة في زمان قوة الإسلام ، وفي زمان عدم القوة ، وفرض عدم الخوف في زمان القوة عن أصل المعارضة لعلها قد وقعت ولم ينقلوها بعد المعارضة ، لقوة الإسلام وسطوته وضعف الفرق المخالفة ، بحيث لم يكونوا قادرين على إظهار المعارضة الواقعة في مدة متمادية ، وكتموها خوفا من أهل الإسلام ، وكتم أهل الإسلام لمخالفتها لغرضهم ، وإخفاء الأمور بسبب الخوف والدواعي يصير سببا لخفائها المطلق واضمحلالها ، ولعل المعارضة كذلك .
قلت : قوة الإسلام والخوف من أهله لا يمنعان من حفظ المعارضة وضبطها ، وغاية الأمر منعهما من إظهار المعارضة في بلاد الخوف ، ونحن قاطعون بعدم ضبط المعارضة في بلد من البلدان مع قوة الداعي على الضبط ، وإلا لعارض المنكرون في بلادهم في بعض أوقات ورود أهل الإسلام تلك البلاد ، ونقل المسافرون

44

نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست