responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 255


وبعدها عن الخيرات ولم يكن بمنزل مثله .
فأما قوله " أنه أشفق عليه من أن يناله بعض أهل المدينة بمكروه من حيث كان يغلظ له القول " فليس بشئ يعول عليه ، لأنه لم يكن في أهل المدينة إلا من كان راضيا بقوله عاتبا بمثل عتبه ، إلا أنهم كانوا بين مجاهد بما في قلبه ، ومخف ما عنده ، وما في أهل المدينة إلا من رثى مما حدث على أبي ذر واستفظعه ، ومن رجع إلى كتب السيرة عرف ما ذكرناه .
فأما قوله " أن الله تعالى والرسول ندبا إلى خفض الجناح ولين القول للمؤمن والكافر ، فهو كما قال إلا أن هذا أدب كان ينبغي أن يتأدب به عثمان في أبي ذر ولا يقابله بالتكذيب ، وقد قطع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على صدقه ، ولا يسمعه مكروه الكلام ، وإنما نصح له وأهدى إليه عيوبه ، وعاتبه على ما لو نزع عنه لكان خيرا له في الدنيا والآخرة [1] انتهى كلامه رفع الله مقامه .
قد ظهر لك من النظر السابع من الأنظار الثمانية على الدليل الأول على إمامة أبي بكر ، ومما نقله السيد عن الواقدي ، صدق أبي ذر في الأقوال ، فقوله " بشر الكافرين بعذاب أليم " تعريضا بعثمان يدل على كفر عثمان ، وقوله " والذين يكنزون الذهب والفضة " يدل على استحقاق عثمان للعذاب الأليم .
وكان الواجب عليه التوبة من أفعاله الشنيعة ، ولم يكن يجوز له إرسال مولاه إلى أبي ذر وأمره بالانتهاء عما يبلغه من الاصرار في أفعاله الشنيعة ، بل هذا الارسال مثل سائر أفعاله في غاية الشناعة ، لأن طريقة طالب النجاة ، والراعي لمسلك الرشد والسداد ، الانتهاء عن المنكر إذا نهاه عالم به ، لا الأمر بالانتهاء عن المذمة التي هي بمعنى النهي عند الاصرار في المنكر قصدا لعدم الانتشار أو تقليله ، فأي مرتبة من



[1] الشافي 4 : 293 - 299 .

255

نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست