ولده ؟ وإن لم يكن متصفا بكمال زائد ، حتى يتوهم رضا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بهذا الأمر على خير نساء العالمين . وثانيها : تكرر السؤال الذي يدل عليه قول عائشة " وكانت تسأله " لأنه لو كان أبو بكر صادقا كان صدقه يظهر لها اليوم الأول ، فلم يكن لسؤالها بعد ذلك وجه ، لكونها من أحق الناس باتباع كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وثالثها : كون غضبها في حكم غضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاستمرار غضبها في حكم استمرار غضبه ( صلى الله عليه وآله ) ولا يمكن استمرار غضبه ( صلى الله عليه وآله ) على مؤمن ، فكيف تغضب على المحق الراعي لما سمع من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ويظهر من الرواية أمر آخر ، وهو مخالفة أبي بكر وعمر في صدقة المدينة ، فإن لم يكن الاعطاء جائزا فلم أعطاها عمر ؟ وإن كان جائزا فلم منعها أبو بكر ؟ وقال : لست تاركا من هذا شيئا ، ولم لم يعطها فاطمة تحصيلا لمرضاتها ؟ وللاطفاء عن الغضب الذي هو غضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولعل وجه دفع عمر إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعباس وغلبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على ما هي في رواية أخرى إرث العم وعدمه ، بل كونها مختصة بالبنت لا بالإرث ، وإلا كان للأزواج أيضا حق فيها بزعمهم أيضا ، وظهر من هذه الرواية بطلان إمامة أبي بكر ، وببطلانها ظهر بطلان إمامة الباقيين . ويدل على ما ذكرته من كمال محبته ( صلى الله عليه وآله ) إياها وقوله فيها ما قال ، ما رواه ابن الأثير في جامع الأصول ، في كتاب الفضائل ، في مبحث فضائل فاطمة ( عليها السلام ) من صحيح الترمذي عن جميع بن عمير التيمي ، قال : دخلت مع عمتي على عائشة ، فسألت أي الناس كان أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالت : فاطمة ، قيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها إن كان ما علمت صواما قواما . وما رواه من صحيح الترمذي ، عن بريدة ، قال : أحب النساء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة ، ومن الرجال علي .