وآية * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * [1] وآية * ( وكونوا مع الصادقين ) * [2] وآية * ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) * [3] فباتباع الكتاب يحصل الحراسة عن الضلال . فيظهر بما ذكرته أنه يجب حمل الرواية على أن المتمسك بكل واحد من الكتاب ، وبكل واحد من أهل البيت ، في أمان من الضلال ، فالمراد من الخبر الاحتمال [4] الأول من الاحتمالات الستة ، ولا ينافي هذا اختلاف كيفية دلالة كل واحد منهما . ويظهر بأدنى تأمل أنها تدل على عصمة أهل البيت كما ذكرته ، وعلى استمرار وجودهم من زمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى القيامة ، ويجب في جميع الأخبار الدالة على انحصار أهل بيته في زمانه في الأربعة ، وما يدل على استمراهم إلى القيامة ، القول بأن من كان على صفتهم في كون المتمسك به مأمونا عن الضلال فهو منهم ، ويجب تعميم العترة في قوله ( صلى الله عليه وآله ) " كتاب الله وعترتي " وجعلها بمعنى أدنى قومه ( صلى الله عليه وآله ) في النسب ، حتى يدخل فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وخروج سائر الأقرباء عن كون تمسكهم حارسا عن الضلال حينئذ بقيد " أهل بيتي " وإن جعلت بمعنى الذرية ، فيدخل ( عليه السلام ) فيها بعنوان التغليب ، وتدل على حقية مذهب الإمامية الاثنا عشرية ، وبطلان جميع المذاهب المخالفة لهذا المذهب . وبعد ما عرفت مقتضى الأخبار ، فقل لأصحاب السقيفة والمتمسكين بأفعالهم :
[1] النساء : 59 . [2] التوبة : 119 . [3] يونس : 35 . [4] وما ذكرته في بطلان الأولين يدل على بطلان الأول ، إذا حمل كفاية الكتاب على كفايته في تفصيل الأمور ، وما اخترته هاهنا هو كفايته في الدلالة على الهادي ، فلا تنافي بين الأمرين " منه " .