نام کتاب : رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 118
الخاتمة : لقد تجلت الحقيقة بأجلى مظاهرها ، وهي أصفى من أن تكدر صفوها الشبه ، ومن قرأ فصول هذا الكتاب بإمعان وتأمل لوقف على أن الحق مع النافين للرؤية وأنه ليس للمثبتين دليل لا عقلي ولا نقلي . أما العقل : فهو مخالف مع القول بالرؤية ، فلا يجتمع التنزيه من الجهة مع القول بالرؤية ، كما لا تنفك الإحاطة بالرب بعضا أو كلا عن القول بها . وأما النقل : فليس إلا ظهورات بدائية تزول بعد التأمل . غير أن هناك مطالب متفرقة لا يجمعها فصل واحد نشير إليها ، منفصلة عما مضى من البحث : الأول : أن أكثر من طرح مسألة الرؤية فإنما بحث عنها بدافع روحي ، وهو إثبات عقيدته والتركيز على نحلة طائفته ، ولذلك ربما انتهى البحث والدراسة عند بعضهم إلى الخروج عن الأدب الإسلامي . وهذا هو العلامة الزمخشري يشبه أهل الحديث والحنابلة القائلين بالرؤية بما في شعره ويقول : جماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري مؤكفة قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى وتستروا بالبلكفة [1] إن ما ذكره في البيت الثاني وإن كان حقا فإن القول بالرؤية لا ينفك عن التجسيم والتشبيه ، والقول بأنه جسم بلا كيف أو أنه يرى بلا كيف
[1] الكشاف 1 : 576 ط مصر ، في تفسير قوله : ( ولما جاء موسى لميقاتنا ) .
118
نام کتاب : رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 118