المصلحة وذلك يؤدي إلى إغواء الناس وإضلالهم ، وهذا ضد المقصود من بعث الرسل لأن الغرض فيه هداية العباد والبشارة والإنذار . ومنها غير ذلك من الأدلة التي تعد بالمئات ذكرها العلامة في الألفين وفي سائر كتبه في الكلام والإمامة ، وذكر طائفة منها غيره أيضا من شاء أكثر من ذلك فليراجع هذه الكتب . المسألة الخامسة : ما هي أدلة عصمتهم من مصادر التشريع الإسلامي ؟ ! الجواب : إن الأدلة الدالة عليها من القرآن المجيد قوله تعالى وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين [1] فهذه الآية الكريمة صريحة في عظم أمر الإمامة وأنها عهد الله تعالى لا ينال الظالمين ، والظلم عنوان عام لكل ما لا يجوز فعله شرعا أو عقلا كما تعرف ذلك من موارد استعمالاته في الكتاب والسنة واللغة . لا يقال إن الآية لا تدل على أكثر من عدم لياقة الظالم لنيل منصب الإمامة في حال تلبسه بالظلم ولا تدل على عدم نيله إذا كان متلبسا به فيما مضى . لأنه يقال : أولا لا نسلم كون المشتق حقيقة في المتلبس بالمبدأ في الحال أي في حال الجري والنسبة بل هو أعم منه ومما انقضى عنه المبدأ . وثانيا ما هو الملاك في عدم نيل الظالم الإمامة هو صدور الظلم .