نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97
باطنيا وفطرة ثابتة لا تنفك عنه ما دام الإنسان إنسانا . نعم إن الذي يتغير وتتغير بتبعه العادات والتقاليد ، لا صلة له بالأخلاق وثباتها ، وها نحن نذكر من الأصول الثابتة في علم الأخلاق نماذج : 1 . لا يشك ذو مسكة أن بقاء النظام في المجتمع الإنساني رهن قوانين تؤمن حقوق جميع شرائح المجتمع بعيدا عن الظلم والجور والتعسف ، وهذا أصل ثابت لا يشك فيه أحد ، بيد أن الذي يتغير هو الأساليب التي تتكفل إجراء هذا الأصل ، فلا تجد على أديم الأرض من ينكر حسن تقنين مبني على العدل وبسطه بين الناس ، وقبح الظلم والتعسف . وهذا الأصل الثابت لم يتغير منذ أن وجد الإنسان على البسيطة وأصبحت له حياة اجتماعية . 2 . الاختلاف بين الرجل والمرأة أمر تكويني محسوس ، فهما موجودان مختلفان عضويا وروحيا على الرغم من الأبواق الإعلامية التي تبغي كسر الحواجز بينهما ، ولذلك اختلفت أحكام كل منهما عن الآخر . فإذا كان التشريع مطابقا لفطرتهما ومسايرا لطبعهما يظل ثابتا لا يتغير بمرور الزمان ، لثبات الموضوع المقتضي لثبات المحمول . 3 . الروابط العائلية ، كرابطة الابن بأبويه ، ورابطة الأخ بأخيه ، وهي روابط طبيعية ، تتحد فيها الأواصر الروحية والنسبية ، فالأحكام التي قننت لتنظيم تلك الروابط باتت ثابتة لا تتغير بتغير الزمان . 4 . إن التشريع الإسلامي بالغ في الاهتمام بالأخلاق للحيلولة دون تفسخها ، كما عالج التفسخ الخلقي كالخمر والميسر والإباحة الجنسية بوضع حلول تتناسب معها من خلال تحريمها وإقامة الحدود على مقترفيها ، وهذه الحلول ليست
97
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 97