نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 82
وقائمان به ، ولا معنى لقيام أحدهما بالآخر . وإن كان قيام أحدهما بالآخر مشروطا بقيام العرض الآخر به . ( 1 ) يلاحظ عليه : أن الآمدي اشتبه عليه المراد من ذاتية الحسن والقبح للعدل والظلم أو لما مثله من حسن الصدق وقبح الكذب ، وزعم أنه ذاتي إما بمعنى كون الحسن أو القبح جنسا أو فصلا للموصوف ، فقال : ( بأن الإنسان ربما يتصور الفعل ولا يتصور الحسن والقبح ، وهذا دليل على خروجهما عن حقيقتهما ) مع أن القائل بالذاتي لا يعني هذا القسم منه حتى يرد عليه بما ذكر . كما لا يعني كونه ذاتيا بالمعنى المعروف في باب البرهان حتى يأتي حديث قيام العرض بالعرض ، بل المراد من الذاتي هو أن الإنسان إذا عرض الموصوف على فطرته لوجد ميلا إليه من صميم ذاته أو تنفرا عنه ، فينتزع منهما الحسن أو القبح . وعلى ذلك فليس الحسن أو القبح عرضا قائما بالعدل والظلم كقيام البياض بالعاج ، والسواد بالفحم . ولعمري ، إن الاستدلال على نفي كون الحسن أو القبح من الأمور الذاتية بهذا النوع الاستدلالي المعقد مما يؤسف له ، فإن لكل مسألة مبادئ ودلائل مسانخة لها ، فأين مسألة استطاعة العقل على درك حسن الأفعال وقبحها من مسألة قيام العرض بالعرض ؟ ! وأما المحور الثالث : فيتلخص ضمن أمور ثلاثة : أ . نقل أدلة القائلين بذاتية الحسن والقبح . ب . إلزامات القائلين على المنكرين . ج . جواب الآمدي عن الاستدلال والإلزام ، وإليك نقل استدلالاتهم ، فقد
1 - الإحكام في أصول الأحكام : 1 / 119 - 123 .
82
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 82