responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 75


الدوافع من وراء إنكار التحسين والتقبيح العقليين إن التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الواضحة لدى العقل والعقلاء والتي لا تحتاج إلى مزيد بيان ، ومن أنكرهما فإنما ينكرهما بلسانه دون قلبه ، وعلى الرغم من ذلك نرى وجود فئة كبيرة من المتكلمين - كالأشاعرة - غلب عليهم إنكار هذا الأصل ، فما هو الدافع الذي جرهم إلى إنكاره ؟
أقول : إن الدافع من وراء إنكار الحسن والقبح في أفعاله سبحانه غير الدافع الذي جرهم إلى إنكارهما في أفعال الإنسان .
فالدافع في الأول هو زعمهم المنافاة بين القول بهما وبين وصفه سبحانه بالمالك المطلق والسلطان بلا منازع الذي له أن يتصرف في ملكه كيف ما شاء حتى لو جازى الإحسان بالسوء .
وأما الثاني فلأن الدافع إلى إنكارهما في أفعال الإنسان هو قولهم بالجبر في أفعاله وأن الإنسان مضطر في فعله لا محيص له عن ارتكابه ، ومع ذلك كيف يمكن أن يوصف فعله بالحسن والقبح ؟ !
يقول المحقق الخراساني ( المتوفى 1329 ه‌ ) في هذا الصدد :
وإنما أنكر الأشاعرة الحسن والقبح العقليين مطلقا ، أو في أفعاله تعالى فلبنائهم أنه تعالى كلما فعل صدر منه في محله ، لأنه مالك الخلق كله ، فلو أثاب العاصي وعاقب المطيع لم يأت بقبيح ، لأنه تصرف في فلكه وهو لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
وأما في أفعال العباد ، فلبنائهم على عدم صدور الأفعال منهم بالاختيار ، بل بالجبر والاضطرار ، ولا شئ من أفعال المجبور بحسن ولا قبيح .

75

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست