نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 68
الدليل الثالث : إذا وعد بالكذب لو قال الإنسان لأكذبن غدا ، فإن حسن منه الصدق بإيفاء الوعد ، لزم حسن الكذب ، وإن قبح كان الصدق قبيحا فيحسن الكذب . توضيح الاستدلال : أنه إذا قال الإنسان : لأكذبن غدا ، يلزم حسن أحد الكذبين ، لأنه إن حسن العمل بوعده يجب عليه أن يكذب غدا ، فيكون هذا الكذب المحقق للعمل بالوعد الحسن ، حسنا أيضا . وإن قبح العمل بالوعد ، وبالتالي يلزم عليه - إن أخبر - أن يخبر خبرا صادقا ، فما أخبر به وإن كان بذاته صادقا لكنه بالقياس إلى ما وعد به ، كاذب والمخاطب يتصور أنه خبر كاذب ، وإنما يكون صادقا لو أخبر بخبر كاذب لا ما إذا أخبر بخبر صادق ، ولو أخبر عن صدق يعد كاذبا بالنسبة إلى ما وعد . ومراده من الصدق هو الإخبار عن كذب ، كما أن مراده من الكذب هو الإخبار عن صدق ، الذي يعد بالنسبة إلى ما وعد خبرا كاذبا . وقد أجاب العلامة الحلي عن الاستدلال الذي هو أشبه باللغز من الدليل ، بقوله : بأنه يجب عليه ترك الكذب في غد ، لأنه إذا كذب في الغد فعل شيئا فيه جهتا قبح وهو العزم على الكذب وفعله ، ووجها واحدا من وجوه الحسن وهو الصدق ، وإذا ترك الكذب يكون قد ترك ثمة العزم والكذب وهما وجها حسن ، وفعل وجها واحدا من وجوه القبح وهو الكذب . ( 1 ) هذا والصحيح أن يقال : إن هناك أمرين : الأول : العمل بالوعد وهو حسن . الثاني : إن العمل بالوعد الحسن يتحقق في المقام في ضمن الكذب وهو أمر قبيح .
1 - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : 61 .
68
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 68