نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 63
وبذلك يعلم أن ما ربما يقال من أن الحسن والقبح واقعيتان يدركهما العقل ، كلام مجمل ، فإن أرادوا بذلك أن العقل بنفسه يكشف عن واقعية وراء واقعيتهما في الخارج ، مع قطع النظر عن الإنسان ودركه ومطابقته للبعد العلوي منه ، فهو أمر مقطوع البطلان ، إذ ليس للحسن والقبح مطابق ومصداق خارجي . وإن أرادوا أن الإنسان عند تطبيق الأفعال على البعد العلوي والواقعية الإنسانية يجد في صميم ذاته الملائمة والمنافرة ، فهذا أمر صحيح كما ذكرناه غير مرة . إذا علمت ذلك فلنتناول أدلة المنكرين للتحسين والتقبيح العقليين . الدليل الأول : لو كانا بديهيين لما اختلف فيه اثنان لو كان العلم بحسن بعض الأفعال وقبحها ضروريا لما وقع التفاوت بينه وبين العلم بزيادة الكل على الجزء ، والتالي باطل بالوجدان ، لوقوع الاختلاف بين العلمين ، وأن العلم بزيادة الكل على الجزء أوضح وأبين من التحسين والتقبيح ، فالمقدم مثله ، لأن العلوم الضرورية لا تتفاوت . وأجاب عنه المحقق الطوسي ، بجواز التفاوت في العلوم لا سيما في تصوراتها ، وأوضحه العلامة الحلي ، بأن العلوم الضرورية قد تختلف تبعا لاختلاف التصورات . أقول : إن دليلهم هذا رد الدليل الأول للمثبتين ، حيث قالوا : إن الحسن والقبح من البديهيات العقلية ، فردت الأشاعرة عليهم بوجود فوارق بين سائر البديهيات وهذا النوع من الإدراك . والجواب ما ذكره المحقق الطوسي بإيضاح منا ، وهو : أن القضايا اليقينية في القياس تتمتع بالبداهة وهي ستة : الأوليات ، المشاهدات ، التجربيات ، الحدسيات ،
63
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 63