نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 54
الأول : إنه جعل المنكر متعلق الأمر ، والمعروف متعلق النهي ، وهذا لا يمكن رفعه بإخبار الشارع ، لاحتمال الكذب في جميع إخباراته ، بل الطريق منحصر بالإذعان لحكم العقل . الثاني : نحتمل أنه أمر بلا إرادة . الثالث : أنه أراد إرادة استعمالية دون الجدية . الرابع : أنه استعمل الألفاظ على غير الطريقة المألوفة . ومع هذه الاحتمالات ونظائرها ، كيف يمكن لنا أن نستكشف الحسن والقبح عن طريق الشرع مهما صدع به ، ولا ترتفع هذه الاحتمالات إلا بحكم العقل . إلا أن يفسر الحسن بمجرد وقوع الشئ متعلقا للأمر وإن احتمل ما احتمل ، وهو كما ترى . الثالث : إنكارهما يلازم امتناع إثبات الشرائع السماوية الاعتقاد بالنبوة العامة عبارة عن كونه سبحانه بعث أنبياءه بالشريعة إلى كافة البشر ، فمن ادعى السفارة من الله سبحانه فلا يمكن لنا تصديقه إلا في ظل القول بالحسن والقبح العقليين ، لأن المفروض أن ذلك المدعي يكون مبعوثا بالمعاجز والبينات ، فإن كان صادقا فهو ، وإلا يلزم تزويد الكاذب بقدرة خارقة ليضل الناس عن طريق الحق ، وهو أمر قبيح لا يصدر منه سبحانه وأما على القول بالحسن والقبح الشرعيين فلا يمكن لنا الإذعان بصدق دعواه لعدم ثبوت قبح تسليط الكاذب على المعاجز . ولو صدع الشارع أني لا أسلط الكاذب على القوة الخارقة ، فلا يمكن الإيمان بصدق قوله لعدم ثبوت قبح الكذب على الشارع .
54
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 54