نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 28
أضف إلى ذلك أن الغرض من طرح مسألة الحسن والقبح هو الوقوف على كيفية فعل الإنسان ولا يمكن أن يكون الطبع الحيواني ملاكا لاستكشاف كيفية فعل الإنسان من الحسن والقبح . ب . أن يراد من الطبع هو البعد العلوي والجانب الملكوتي من الإنسان الذي تناط به إنسانية الإنسان . وبعبارة أخرى : البعد الروحاني من الإنسان الذي يميل بطبعه إلى أمور وينفر كذلك عن أمور أخرى ، فما وافق الأول فهو الحسن وما خالفه فهو القبيح ، وحيث إن هذا الجانب من البعد الروحي هو مناط الإنسانية وواقعها فيشترك فيها جميع أفراد الإنسان ، كما أن جميعهم يشترك في البعد السفلي الحيواني من الغضب والشهوة إلى غير ذلك من الأبعاد ، ولذلك نرى أن جميع الأفراد يرغبون في العدل وحفظ الأمانة والعمل بالميثاق وشكران النعمة ويفرون من ضدها . فلو أريد من الطبع هو هذا المعنى فهو معنى معقول ، بل هو المتعين في تعيين ملاك الحسن والقبح ، ومن قال بأن موافقة الطبع ومخالفته ملاك التحسين والتقبيح ، وأراد منه الطبع بهذا المعنى فقد أصاب الواقع . الثاني : موافقة الأغراض والمصالح هذا هو الملاك الثاني لتمييز الحسن عن القبيح ، ولا شك أن العاقل إنما يفعل لأغراض ومصالح ، فكل فعل يؤمن مصلحته فهو حسن ، وما ليس كذلك فهو قبيح . وهذا الملاك كالملاك الأول يتصور على وجهين : أ . أن يكون المراد من الأغراض والمصالح ، الأغراض والمصالح الشخصية ،
28
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 28