نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23
فقد انقسم الحسن إلى الأحكام الأربعة : الواجب والمندوب والمباح والمكروه ، ومع القبيح تبقى الأحكام الحسنة والقبيحة خمسة . ( 1 ) يلاحظ عليه أولا : بأن تفسير الحسن بما لا يتعلق بفعله ذم ، تفسير غير تام ، وإنما دعاه إلى هذا الأمر محاولة إدخال المباح تحت عنوان الحسن ، وإلا فالحسن أمر أخص من هذا التعريف ، وهو عبارة عن : اشتمال الفعل على ملاك يستحسنه العقل ، كالنظر إلى جمال الطبيعة الخلاب الذي تسكن إليه النفس . فمجرد عدم تعلق الذم أعم من كون الفعل حسنا . وثانيا : أن محاولة تفسير المكروه بما يستحق المدح بتركه ولا يتعلق بفعله ذم ، بغية إدخاله تحت الحسن محاولة غير ناجعة ، وكان بوسعه أن يدخله تحت القبيح لكن بادعاء أن للقبح مراتب شديدة ، ولعل هذا كان أفضل من إدخال المكروه تحت الحسن . نظرية المحقق الخراساني ( 1255 - 1329 ه ) ذهب المحقق الخراساني إلى أن جميع الأفعال غير خارجة عن إطار الحسن والقبح ، وإن كان العقل قاصرا عن الإحاطة بكافة المحاسن والقبائح ، وإليك نص كلامه ضمن مقاطع : إن الأفعال كسائر الأشياء تختلف بحسب وجوداتها الخاصة سعة وضيقا ، وعلى حسب اختلاف وجوداتها ، يختلف ، بحسب الآثار خيرا وشرا ، وكما تختلف الأشجار والأحجار وسائر الجمادات والنباتات في ذلك ، كذلك الأفعال ، فأين الضرب المورث للحزن والغم والفجع والألم ، من الإعطاء الموجب للفرح والسرور الرافع للسأم والهم ؟ !
1 - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : 58 .
23
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23