نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189
نقد وتحليل أولا : إذا كانت سمة الفعل الأخلاقي هو القيام به بدافع العمل بالتكليف من دون أن يتأثر الإنسان بوازع داخلي أو عامل خارجي ، فهذا النوع من الفعل لا يقوم به إلا الأمثل فالأمثل من الناس ، مع أن " كنت " بصدد تبيين الأخلاق لعامة الناس . إن الأكثر لا يقومون بالعمل إلا بدافع داخلي أو حافز خارجي ، فالفعل إذا كان إجابة للغريزة أو مطلوبا لمن يخاف مخالفته يقوم الإنسان به دون ما إذا تجرد عن كلا الدافعين . اللهم إلا إذا كان إنسانا مثاليا متجردا عن كل ميل ونزوع . وثانيا : أن الإتيان بالفعل لأجل حسنه أو تركه لأجل قبحه ، أوفق بكونه فعلا أخلاقيا مما فسره " كنت " فإن الفاعل في الصورة الأولى يكون فاعلا عالما واعيا بوصف الفعل فيشعر بحسنه ويأتي به ، وهذا بخلاف الإتيان به لأجل تلبية نداء الباطن ، حيث يأتي به لا عن وعي ولا شعور ، وأيهما أفضل وأقرب إلى الأخلاق . وثالثا : أن تخصيص الفعل الأخلاقي بما يوحيه نداء الضمير ، تفسير له بوجه أخص ، إذ هناك أعمال كثيرة داخلة في إطار الأخلاق وليست من تلك المقولة ، كأعمال الصالحين المؤمنين بالله ورسوله حيث يقومون برفع عيلة الفقراء ببناء المستشفيات والمدارس والمرافق العامة ، فالداعي لهم هو كسب رضا الله سبحانه أو كون الفعل حسن في ذاته ، فهذا النوع من الفعل أخلاقي ولكنه خارج عن الإطار الذي حدده " كنت " . هذه بعض التأملات في ذلك المذهب ، ولعله هناك إشكالات أخرى يعلم حالها مما ذكرنا .
189
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189