نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 185
المذاهب الأخلاقية - 5 - المذهب الكلبي هذا المذهب على طرف النقيض من كون الإنسان موجودا مدنيا اجتماعيا ، له رغبة بالنسبة إلى التنعم مما منحه الله سبحانه ، ولذا كانوا يرون السعادة أن يعدل الإنسان عن خيرات الدنيا ، وأن ينزل عن مكانته الاجتماعية ، ويعيش عيشة مرتاض لا صلة له بالدنيا وما فيها وقد كان لهذا المذهب دعاة قبل الميلاد منهم " ديوجانس " ( 413 - 327 ق . م ) كان هو حريصا على الزهد تبعا لأستاذه " انستانس " ، وكان الثاني يحتقر العلوم كأستاذه ويريد الناس على أن يروضوا أنفسهم على الفضيلة فيجيدوها . وخلاصة القول في حقهم : إنهم كانوا يعيشون كالمرتاضين ، فيلبسون لباس عامة الشعب ، ويرسلون شعر الرأس واللحية ، ولما تغير الزي الشعبي بتأثير المقدونيين ، احتفظوا هم بزيهم ، فكان دلالة عليهم ، وكانوا يحملون العصا بأيديهم والجراب فوق ظهورهم ، ويطوفون في التماس قوتهم كالشحاذين المحترفين أو كرهبان الهنود ، وليس لهم من مأوى سوى المعابد وغيرها من الأمكنة العامة . وكان فيهم كثير من الشذوذ ، مثل أن يقف الواحد منهم عريانا تحت المطر في برد الشتاء ، أو يمكث في شمس الصيف المحرقة ، ليظهر قوة احتماله وما إلى ذلك ، كانوا يغشون المجالس ويتطفلون على الموائد فيجابهون الحضور
185
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 185