نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 184
المصالح الاجتماعية ويترك مصالحه في حدود المقررات والقوانين الموجودة ، ويحترس عن إعمال الميول التي تخالف العدل والقانون . يقول في هذا الصدد : إذا كانت الإرادة الشخصية منافية للحق الذي هو عبارة عن إرادة المجتمع فلو قدم الثانية وأخر الأولى وطبق ميوله على الحق والقانون ، فقد عمل بالأخلاق ، فلو خالط الحق - الذي هو أمر خارج عن ذات الإنسان - نفسه وذاته فهذا هو الأخلاق ، فليس الأخلاق مجرد العمل بل يجب أن ينبع من النية على احترام القانون ويجعل نفعه الشخصي تابعا للقانون . يلاحظ عليه : أن ما ذكره بعد خاص للأخلاق ، وهو تطبيق الميول الشخصية على القوانين لصالح الإرادة العامة ، وهناك رذائل وفضائل لا تمس بالقانون كالغرور والكبر والحسد والبخل ، وكان من المفروض أن يفسر الفضائل والرذائل الأخلاقية ومنابعها وآثارها وكيفية تعددها . نعم لو قال " هيجل " بمقولة " كنت " من تقسيم الأخلاق إلى قسم يعد جزءا من علم الاجتماع وقسم آخر يختص بعلم الأخلاق لكان لكلامه مفهوم تام . " والأخلاق إما أن تهدف إلى البحث عن قوانين الحوادث الأخلاقية وتكون عندئذ شطرا من علم الاجتماع ، ما دام غرضه المعرفة الوضعية بالطبيعة البشرية ، فردية وجمعية ، وإما أن يهدف علم الأخلاق إلى تحديد غاية الإنسان في سلوكه ، وتبيان أفضل سبيل لاستعمال قدرته على تغيير مجرى الحوادث ، وهذا هو الفن الأخلاقي أو صناعة توجيه السلوك تبع معايير وقواعد عقلية يستقيها هذا الفن العملي من معطيات علم الاجتماع " . ( 1 )
1 - العمدة في فلسفة القيم : 190
184
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 184