responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 182


يعرض الأفعال عليه ، لأن الحسن عبارة عما يميل إليه الإنسان والقبيح ما يتنفر عنه ، لكن الكلام في ما هو المعيار للرغبة والانزجار ؟ فليس هناك شئ يرغب إليه كل الناس أو ينزجروا عنه ، إذ رب شئ يكون فيه نفع شخصي وضرر على الآخرين فيرغب الأول وينفر الآخرين ، فانحصر المعيار في الحب والبغض الشخصيين أو النفع والضرر الفرديين ، فإذا لم يكن هناك معيار كلي مطلق فلنضرب على ما ذكره المثاليون من الدعوة إلى الحسن والنهي عن القبيح صفحا ولنرجع إلى ما قلناه وهو توعية الناس بغية احترام القوانين الاجتماعية ، وليس للأخلاق معنى سواه .
تقييم النظرية 1 . إن تسمية هذا المنهج بالمنهج الأخلاقي غريب جدا ، فإن الأخلاق عبارة عن القيم التي تكون بنفسها مطلوبة للإنسان سواء جرت النفع أم لا ، وأما الأخلاق التي تدور على محور النفع الشخصي وتكون مطلوبة لأجل درها منافع للإنسان ، فليست هذه أخلاقا ، وإنما هي مقتضى غريزة من الغرائز الإنسانية . ولو صح ما ذكره " راسل " فتصبح كل القيم التي يفتخر بها " راسل " وغيره في خطاباته من لزوم نشر السلام في العالم وتوثيق أواصر الأخوة أمرا باطلا وشعارات جوفاء ، مع أن المعروف أن " راسل " كان ممن ينادي بنشر السلام في العالم وتكريس الجهود لمحو الجوع والأمية والتخلف عن العالم .
2 . إن ما ادعاه من أن مصالح الفرد تكمن في مصالح المجتمع على صواب ، ولكن إنما ينفع إذا كان هناك توازن بين القدرات والقوى كما في مثال الجار ، وأما إذا اختل التوازن وكان أحد الطرفين ذا قدرة واسعة والطرف الآخر في غاية الضعف على نحو يعلم القوي بأن الضعيف لا يقدر على الإضرار به ، فما هو المحفز للقوي على رعاية حقوق الضعيف ، وليس هناك أي وازع أمامه .

182

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست