نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 181
إذ كثير ما يصطدم النفع الشخصي بحقوق المجتمع ، فكان لا بد من تقديم تنازلات وترجيح حقوق الآخرين على الانتفاع الشخصي من أجل تسوية النزاع . إنما الكلام في وجه التقديم ، فهناك مذهبان : أ . مذهب المثاليين وهو أن العقل له قابلية إدراك الحسن والقبح ولذلك يأمره العقل بأن الكرامة في حفظ حقوق الآخرين وغض النظر عن النفع الشخصي ، وهؤلاء يتناولون الأخلاق على أساس القيم العقلية . ب . مذهب النفعيين وهو أن النفع الشخصي يكمن في احترام حقوق الآخرين ، وأنه لولاه لعمت الفوضى المجتمع الإنساني ويحرم الفرد حينها من منافعه الشخصية . ثم إن " راسل " يختار هذا المذهب ويعود ويمثل أن من وظيفة الجار أن يحفظ مال جاره ولا يسرقه ، لأن النفع الشخصي يدور على هذا إذ لو سرقه لقوبل بمثله أيضا ، وهكذا سائر الوظائف الاجتماعية فإن في رعايتها جلب المنفعة للإنسان . ومجمل القول أن الانتفاع الشخصي هي أمنية كل إنسان ولا ينالها إلا في ظل احترام القوانين الكفيلة بتأمين حقوق المجتمع بأسره والتي فيها يكمن النفع الفردي . إن " راسل " لما كان فيلسوفا ذا اتجاه مادي يرجح أن يكون أساس الحياة مبنيا على ترويض المجتمع على رعاية القوانين واحترامها والانصياع الكامل لها بغية نيل منافعهم الشخصية ، وهو عنده أرجح مما عليه المثاليون من علماء الأخلاق من توعية الناس بقبائح الأعمال وحسنها وضرورة الإتيان بالحسن والانزجار عن القبيح ، وما ذلك إلا لفقدان معيار الحسن والقبح - عنده - حتى
181
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 181