نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 167
وقد أورد على مذهبه مناقشات كثيرة أظهرها : الأولى : إن الفضيلة لا تدور على رحى الاعتدال في جميع الظروف والشرائط ، إذ ربما لا يوجد بين السعادة والشقاء حد وسط ، فالصدق فضيلة والكذب رذيلة دون أن يكون بينهما حد وسط . فالعمل بالعهد حسن كما أن نقض الميثاق قبيح وليس بينهما حد وسط ، ونظير ذلك طلب العلم ، ومقابله الجهل . فالأول حسن بمكان مهما أفرط في تحصيله ، وليس الحسن هو الحد الوسط ، وليس المراد من الإفراط في العلم ترك سائر الوظائف بل تحصيل العلم مع ما عليه من الوظائف الفردية والعائلية . الثانية : إن العلم بالحد الوسط من بين الصفات أمر صعب المنال ، لأن الوقوف على الحد الوسط فرع معرفة قوى الإنسان الروحية والجسمانية ، ثم معرفة الحد الوسط منه ، وهذا ليس أمرا سهلا لكل من طلب التخلق بالأخلاق الحسنة . الثالثة : ربما يطرأ التزاحم بين تحقيق الاعتدال بين الصفات فلم يعط ضابطة على ضوئها يتم تقديم إحداهما على الأخرى . ثم إن الحكيم النراقي ( 1128 - 1209 ه ) يؤيد مذهب الاعتدال في كتابه " جامع السعادات " ويقرره بصورة واضحة تستغرق صحائف كثيرة ، نقتبس منها ما يلي : إن القوى في الإنسان أربع : قوة نظرية عقلية ، وقوة وهمية خيالية ، وقوة سبعية غضبية ، وقوة بهيمية شهوية . والصورة المعتدلة من أعمال هذه القوى هي الفضيلة ، والانحراف عن الوسط إما إلى طرف الإفراط أو إلى طرف التفريط ، رذيلة ، فيكون بإزاء كل فضيلة
167
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 167