نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 158
وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله ) * . ( 1 ) وهذا العنصر له أهمية بالغة في المذهب الأخلاقي في الإسلام دون أن تجد له أثرا يذكر في المذاهب الأخلاقية المادية الأخرى ، ولم يكتف الإسلام بذلك ، بل جعل النية الخالصة مكان العمل إذا لم يكن الناوي قادرا على القيام به . روي أن عليا لما أظفره الله بأصحاب الجمل ، قال له بعض أصحابه : وددت أن أخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك . فقال له ( عليه السلام ) : " أهوى أخيك ( 2 ) معنا ؟ " فقال : نعم . قال : " فقد شهدنا . ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف ( 3 ) بهم الزمان ، ويقوى بهم الإيمان " . ( 4 ) إن اهتمام الإسلام بتصفية الباطن من خلال الترغيب إلى النية الخالصة والابتعاد عن النية المشوبة ، يعرب عن عناية الإسلام بموضوع النية ، وما ذلك إلا لأنها مصدر العمل وروحه ، فالنيات الصالحة مصادر الخيرات كما أن النيات الطالحة منابع الشرور . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " أيها الناس ، إنما يجمع الناس الرضا والسخط ، وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا ، فقال سبحانه : * ( فعقروها فأصبحوا نادمين ) * ( 5 ) " . ( 6 ) وقال ( عليه السلام ) : " الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ، وعلى كل داخل في