responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 157


الله وتلبية للعاطفة الإنسانية ، فهذا النوع من العمل يعد من القيم الأخلاقية ، فالعمل الحسن ، هو النابع من نية صادقة لا يشوبها أي رياء .
وأما المذاهب الأخلاقية الأخرى فإنما هي تنظر إلى ظاهر العمل فحسب دون أن تولي أهمية إلى الحوافز التي دفعت الإنسان نحو القيام به ، فلو قام شخص بمشاريع خيرية لغاية كسب رصيد أكبر من آراء الناس في الانتخابات مثلا أو في مجالات أخرى فهذا النوع من العمل بما أنه لم ينبع من نية صادقة ، بل من أنانية استحوذت عليه للوصول إلى مآربه المادية ، ليس له قيمة في الإسلام ، وما ذلك إلا لأن العمل ثمرة النية ، فلو كانت النية خالصة فالعمل حسن مهما كان ضئيلا ، وأما إذا كانت النية مشوبة بالرياء والسمعة فيحط من قيمة العمل مهما كان عظيما ، والآيات القرآنية تثبت هذا المدعى بوضوح نكتفي بآيتين : وردتا في عمارة المسجد الحرام .
كان المشركون في عصر الرسالة قائمين بتعمير المسجد الحرام لا لله سبحانه ، بل لأجل كسب الوجاهة عند القبائل العربية التي كانت تحج كل عام و تزور المسجد الحرام ، فنزل الوحي الإلهي على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبلغه بأنه ليس لهم أي حق في تعمير المسجد الحرام مع شركهم وكفرهم ، وما ذلك إلا لأجل أن نيتهم كانت يعوزها الإخلاص في العمل .
قال سبحانه : * ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون ) * . ( 1 ) وفي الوقت نفسه يرى سبحانه ذلك الحق للمخلصين من عباده الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ، قال سبحانه : * ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة


1 - التوبة : 17 .

157

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست