responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 148


اللطيف ، والروح الجميلة غير أنه ينبغي الوقوف على حقيقة الجمال .
قد صرح القدماء أن الجمال يدرك ولا يوصف ، كما أن الملاحة كذلك ، ولكن يمكن لنا الوقوف على واقع الجمال من خلال إمعان النظر في الأمور الحسية الجميلة .
فالجمال الحسي رهن التوازن والتعادل بين أجزاء الموجود سواء أكان موجودا عنصريا أو نباتيا أو حيوانيا أو إنسانيا .
فإذا كانت الأجزاء متناسبة ومتناسقة ، كل جزء يحتل مكانه الخاص فهو جميل ، هذا هو حال الجمال الحسي .
وأما الجمال المعنوي : فهو عبارة عن حسن الفعل النابع عن تعادل القوى وتوازن الاستعدادات . فإذا كان الإنسان متعادلا في قواه ، ومجتنبا عن الإفراط والتفريط في أعمالها ، حينها تكون الروح مبدأ لصدور الأعمال الحسنة مثلا :
إن الشهوة والغضب وحب الجاه والمال من أركان الحياة ولولاها لما قام صرحها ، شريطة أن يستغلها الإنسان بأسلوب معتدل . وعلى ضوء ذلك يصبح الفعل الأخلاقي من مقولة الجمال .
ومما يؤيد أن الأخلاق من مقولة الجمال هو أن الإسلام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، والمعروف ما عرفه الناس والمنكر ما أنكره الناس ، وليس لعرفانهم وإنكارهم سبب سوى أن بعض الأفعال تتجلى في نظر الإنسان بصورة الحسن والبعض الآخر بصورة القبيح .
نعم هناك فرق بين الجمال الحسي والروحي .
فالجمال الحسي أمر خارج عن الاختيار ، دون الجمال الروحي فإنه داخل في اختياره ، فله أن يقوم بإقامة التوازن والانسجام في الميول النفسانية العلوية

148

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست