نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 118
والآية الثانية تتضمن حكما عمليا جزئيا . وليست الثانية مترشحة من الأولى ، بل يتوسط بينهما حكم العقل ، وهو وجوب الاجتناب عن كل عامل للشقاء . ومن خلال هذا البيان يتضح حال الجواب عن الآيات التالية . 4 . قوله سبحانه : * ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) * . ( 1 ) فهذه الآية تتبنى معرفة نظرية ، وربما يتصور أنها صارت ذريعة لحكم عملي مذكور في الآية التالية ، أعني قوله : * ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) * . ( 2 ) وهذه الآية وإن كانت جملة خبرية لكن الغاية هي الانشاء ، وفرض الذكر ، أي ليذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم . 5 . قال سبحانه : * ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا ) * . ( 3 ) وهذه الآية تتضمن معرفة نظرية ، رتبت عليها حكمة عملية ، وهي قوله : * ( فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) * . ( 4 ) 6 . قال سبحانه نقلا عن قوم قارون ، أنهم قالوا له : * ( وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) * . ( 5 )