نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 102
والتعقل ، لكنه من منظار العالم الأخلاقي تعريف ناقص ولا يكتمل إلا بضم كلمة ( ذو غرائز ) إلى التعريف السابق . وما هذا إلا لأن الميول الباطنية تلازم وجود الإنسان منذ الأزل كالتفكير والتعقل ، ولأجل إيقاف القارئ على مثل وقيم ثابتة ، نسرد بعض الأمثلة . أ . الإنسان موجود اجتماعي ولا محيص له من إقامة العلاقات مع سائر أبناء البشر ، وهذا أصل ثابت عبر القرون ، والحياة الإنسانية على الرغم من أنها تعج بالتغيرات والمستجدات ولكن يبقى هذا الأصل الثابت مهيمنا على حياته . ب . إن الحياة العائلية هي نوع من تلك العلاقات الثابتة ، فلا محيص له من تشكيل أسرة وتنظيم العلاقات بين أعضائها ، فهذا أصل ثابت لا تمسه يد التغير . ج . حب الإنسان لأبويه وأولاده أمر غريزي وطبيعي ، وقد يتطلب ذلك الحب الثابت ، تنظيم العلاقات داخل هذا الإطار من إرث وغيره . وهناك أفعال لم تزل تدور حول محور المصالح والمفاسد في كل زمان ومكان ، فالكذب والخيانة والانحلال الخلقي أفعال قبيحة في كافة الأعصار ، كما أن ما يضادها أفعال تؤمن مصالحه فتصبح حسنة في كافة الأعصار . وإن كان هذا النوع من الحسن دون ما طرح في هذه الرسالة . إن الأصول الأخلاقية العامة الثابتة في جميع الأجيال لا تنحصر بما ذكرنا ، فإن ثمة أصول لا يتردد في حسنها اثنان كحب الإنسانية وإقامة العدالة الاجتماعية والعمل بالوظائف الاجتماعية إلى غير ذلك من الأصول ، فالقوانين التي تحتضن تلك الفضائل هي جديرة بالدوام والثبات دون أن يزعزها التغير والتحول .
102
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 102