نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 70
الموت لأنك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت ، وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك ، وأصابك قروح وجرب ، وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله ، أما تريد أن تدخله ، فتغسل ذلك عنك أو تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال : بلى يا ابن رسول الله ، قال ( عليه السلام ) : فذاك الموت هو ذلك الحمام ، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك ، وتنقيتك من سيئاتك ، فإذا أنت وردت عليه وجاوزته ، فقد نجوت من كل غم وهم وأذى ، ووصلت إلى كل سرور وفرح ) ، فسكن الرجل واستسلم ونشط ، وغمض عين نفسه ، ومضى لسبيله [1] . ضمن هذا الإطار ، قيل للإمام الصادق ( عليه السلام ) : صف لنا الموت ، قال ( عليه السلام ) : ( للمؤمن كأطيب ريح يشمه ، فينعس لطيبه ، وينقطع التعب والألم كله عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد . . ) [2] . هكذا تقدم العقيدة إشعاعا من الأمن يخفف من وطأة الموت ، فإنه للمؤمن تحفة وراحة . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( شيئان يكرهما ابن آدم : يكره الموت فالموت راحة للمؤمن من الفتنة ، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب ) [3] . والأئمة ( عليهم السلام ) يؤكدون على الاكثار من ذكر الموت ، لما فيه من آثار تربوية قيمة ، فهو يميت الشهوات في النفس ، ويهون مصائب الدنيا التي تعصف بالإنسان مثل ريح السموم ، يقول الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أكثروا
[1] معاني الأخبار ، للصدوق : 290 . [2] عيون أخبار الرضا ، لابن بابويه 2 : 248 - مؤسسة الأعلمي ط 1 . [3] روضة الواعظين ، للفتال النيسابوري : 486 في ذكر الموت .
70
نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 70