responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 22


المحدودة إلى هذه الأمور ، ولو نظروا إلى هذه الحوادث في إطار النظام الكوني العام لأذعنوا بأنها خير برمتها ، فللوهلة الأولى تتجلى تلك الحوادث شرا وبلية ، ولكن المتعمق بها يرى أنها مدعاة إلى الخير والصلاح ، وأنها تكتسي لباس الحكمة والعدل والنظم ، وتفصيل فلسفة البلايا والشرور في العالم موكول إلى علم الكلام ، ولكن فيما يتعلق ببحثنا نعود ونؤكد بأن العقيدة الإسلامية أعادت صياغة عقل الإنسان تجاه الطبيعة المحيطة به ، بشكل يجعله أكثر حرية وتفاعلا وتسالما معها .
رابعا : تحرير الإنسان من الأساطير ومن الخرافة في الاعتقاد أو السلوك ، من أجل رفع الحواجز الوهمية التي تحول دون استخدام طاقة العقل على نحو سليم ، وكان الإنسان الجاهلي على سبيل المثال يتفاءل ويتشائم بحركات الطير ، فينطلق نحو العمل إذا اتجه الطير يمينا ، ويتراجع عن العمل إذا اتجه الطير شمالا ، وكانت طبقة الكهان والمنجمين تحتل موقع الصدارة في السلم الاجتماعي وتخدع الناس بادعائها علم الغيب ، وكان التطير يقيد الناس بحبال الوهم عن السعي والسفر ، وكذا كان الاستقسام بالأزلام ، إذ يأخذ من قصد عملا - ثلاثة سهام - ، يكتب على أحدها : " إفعل " وعلى الآخر : " لا تفعل " ويترك الثالث هملا ، ويمد يده ليأخذ أحدها ، فإن خرج الأول أقبل على عمله ، وإن أصاب الثاني توقف ، وإن خرج الثالث أعاد الكرة ! وكان السحر متفشيا بين الناس ينذر بشر مستطير ، فعملت العقيدة على محاربة هذه المظاهر ، وكانت سببا لتفتح العقول والسمو بالنفوس ، وإخراج الناس من ظلمات الوهم والخرافة إلى نور العلم والحقيقة . .
قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ليس منا من تطير ولا من تطير له ، أو تكهن

22

نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست