نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 21
ربهم عما سلف من ذنوبهم ، وأن يتوبوا إليه بتصحيح مسيرتهم وتنظيم علاقاتهم مع الله تعالى ، وحينئذ سوف تنتظم علاقتهم مع الطبيعة فتجود بالمطر والخير ، قال لهم : * ( يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) * [1] . وعليه فالعبادة الحقة ، يجب أن تكون لله وحده ، والخوف يجب أن يكون من الذنوب ، التي تثير سخط الله وتجلب انتقامه ، فيستخدم الطبيعة أداة للعقوبة ، كما أغرق الله فرعون بأليم ، وأرسل الريح العقيم التي أهلكت قوم عاد ، وهكذا نجد أن أكثر العقوبات التي حلت بالكافرين قد نفذت بواسطة قوى الطبيعة ، مما يكشف لنا العلاقة الترابطية بين الإنسان والطبيعة ، وفي هذا الصدد يقول الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( وجدنا في كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ) [2] . ويقول ولده الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل ، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية ، وإذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء . . ) [3] . وجملة القول أن الخوف الإنساني يجب أن يتركز على الذنوب والخطايا التي تسبب تدمير المجتمعات ورفع البركات ، أما الخوف من الطبيعة والاعتقاد بأن بعض ظواهرها شرور لا تجتمع مع النظام السائد على العالم أولا وحكمته وعدله ثانيا ، فإنما هو ناشئ من نظراتهم الضيقة
[1] هود 11 : 52 . [2] أصول الكافي 2 : 374 / 2 كتاب الإيمان والكفر - دار صعب ط 4 . [3] الخصال ، للشيخ الصدوق 1 - 2 : 242 / باب الأربعة - منشورات جماعة المدرسين عام 1403 ه .
21
نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 21