نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 19
مقدمة جيشه إلى الشام : ( . . . واعلم أنك إن لم تردع نفسك عن كثير مما تحب ، مخافة مكروه ، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر ، فكن لنفسك مانعا رادعا . . . ) [1] . ومن كتاب له ( عليه السلام ) كان قد وجهه إلى معاوية ، كشف له فيه عن سر تمرده على القيادة الشرعية ، المتمثل في انحرافاته النفسية ، فقال له : ( فإن نفسك قد أولجتك شرا ، وأقحمتك غيا ، وأوردتك المهالك ، وأوعرت عليك المسالك ) [2] . فالانحراف النفسي له عواقب جسيمة ، وخاصة من الذين يتصدون لدفة القيادة بدون شرعية وجدارة . وكان أهل البيت ( عليهم السلام ) مع عصمتهم المعروفة يطلبون من الله تعالى العون على أنفسهم ، تعليما وتهذيبا لغيرهم ، ومما جاء من دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( . . . وأوهن قوتنا عما يسخطك علينا ، ولا تخل في ذلك بين نفوسنا واختيارها ، فإنها مختارة للباطل إلا ما وفقت ، أمارة بالسوء إلا ما رحمت ) [3] . ونستنتج من كل ذلك ، أنه لا يتم بناء الإنسان إلا بالسيطرة على النفس وهو ما سيأتي الحديث عنه . ثالثا : إن العقيدة الإسلامية حررت الإنسان من عبادة الطبيعة ومن تقديس ظواهرها ، ومن الخوف منها ، يقول تعالى : * ( ومن آياته الليل