responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 18


بعدما ربطت قلبه بالله والدار الآخرة ، ولم تربطه بأهوائه ونزواته ، لقد زودت العقيدة عقل المسلم وإرادته بالحصانة الواقية من الانحراف أو إيثار العاجل الفاني على الآجل الباقي ، والنفس - في توجهات آل البيت ( عليهم السلام ) - هي منطقة الخطر ، لذلك تصدرت أولى اهتماماتهم .
ومن هنا نجد أن حديث النفس وضرورة السيطرة عليها يحتل مساحة كبيرة من أقوال وحكم ومواعظ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يترك مناسبة إلا واغتنمها في الحديث عن النفس لكونها قطب الرحى في عملية بناء الإنسان .
لقد أخبرنا الذكر الحكيم : * ( . . بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) * [1] ولذلك فإن ما يلفت نظر الباحث أن الإمام عليا ( عليه السلام ) - أيام حكومته العادلة - كان يوصي عماله على الأقاليم وكبار قادته بالسيطرة على النفس ، على الرغم من انتقائه الدقيق لهم ، وكون أكثرهم من ذوي الفضائل العالية والسجايا الحميدة ، فمن كتاب له ( عليه السلام ) للأشتر لما ولاه مصر : ( هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين ، مالك بن الحارث الأشتر . . . أمره بتقوى الله ، وإيثار طاعته . . . وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات . . . فإن النفس أمارة بالسوء ، إلا ما رحم الله . . . فاملك هواك ، وشح بنفسك عما لا يحل لك ، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت وأشعر قلبك الرحمة للرعية ) [2] .
ومن وصية له لشريح بن هانئ أحد قادته العسكريين ، لما جعله على



[1] الأنفال 8 : 53 .
[2] نهج البلاغة ، لصبحي الصالح : 427 .

18

نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست