نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 16
الإنسانية بالعبودية لله تعالى والخضوع الواعي والطوعي لسلطته ، وبين القوانين الوضعية التي تلقي بالإنسان في تيه لا يتفق مع قدرته ولا مع طبيعته . ومن هنا لا بد من توازن بين الحرية والعبودية ، وليس هناك توازن في هذا السبيل يطلق قدرات الإنسان ، ويحافظ على طبيعته في آن واحد ، إلا بما نجده في الإسلام ، عبودية لله ، وحرية من سائر العبوديات ، فلا تكتمل حرية العبد إلا بعبوديته لله . . ولا تكتمل عبوديته لله إلا بتحرره من عبادة سواه ، فهنا توازن واتساق واضح بين الجانب الاجتماعي والجانب الإيماني في شخصية المسلم عن طريق الحرية كما يراها الإسلام [1] . وعلى ضوء ما تقدم ، فالعقيدة تقرر حقيقة أساسية هي أن جوهر الحرية الحقيقية ، هو العبودية لله ، لأنها تعني التحرر من جميع السلطات الجائرة ، وليس في العبودية لله أي امتهان لكرامة الإنسان ، بل هي على العكس من ذلك تعزز شخصيته وتحافظ على مكانته ، فقد كان الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتشرف بكونه عبدا لله ، ويحب أن يطلقوا عليه صفة " العبودية " ويرفض الغلو الذي قد يؤدي إلى التأليه الباطل ، كما حصل لأهل الكتاب على الرغم من التحذير الإلهي لهم من الغلو في أشخاص رسلهم ، قال تعالى : * ( يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم
[1] معالم شخصية المسلم ، للدكتور يحيى فرغل : 79 - 80 ، منشورات المكتبة العصرية - طبعة عام 1399 ه .
16
نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 16