نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي جلد : 1 صفحه : 19
توقف لا بد منه : ربما يخفى على البعض من القراء الكرام أن الباحث والمحقق قد تستوقفه في أحيان ما بعض المحطات والمفارقات الممجوجة والمثيرة للاستهجان والاستغراب ، والتي يقف أمامها حائرا متعجبا يحاول جاهدا أن يجد لها تبريرا تستكين إليه نفسه وتستقر من خلاله . نعم ، ولعل من تلك المفارقات الغريبة التي استوقفتني كثيرا في تحقيقي لهذا المبحث إلهام ما كان متعلقا منه بترجمتي لحياة هذا العلم - المتسامي في سماء الطائفة - الإغفال الغريب لتأريخ ولادته ونشأته ، بل والتضارب البين في تحديد مصدر نسبته التي طبق صيتها الآفاق ، وأصبحت سمة لا يعرف عند الكثيرين إلا بها . ولا أريد هنا أن أجد تبريرا لعلة هذا الإخفاق والاضطراب ، قدر ما أردت الإشارة إلى كونه قصورا بينا لا مناص لنا من التسليم به والإقرار بحقيقته ، والعمل على تلافيه وإدراك ما سقط منه . بلى ، بيد أن ما يختص بالقسم الأول من ذلك القصور - أي ما يتعلق بتأريخ ولادته - فأستطيع الجزم بأنه لا يأتي إلا احتمالا وإجمالا ، حيث لم أجد ما بحثت إشارة ولو بعيدة إليها ، فلم يبق إلا استقراء الشواهد المختلفة المبثوثة في طيات الكتب وترتيبها وفق التسلسل المنطقي لواقع الحال وصولا إلى أقرب النتائج الموافقة للحقيقة . فعند استقرائي لبعض مؤلفات الشيخ الكراجكي - وبالتحديد في كتابه الذائع الصيت والموسوم بكنز الفوائد - وجدته مزدانا بإشارات متكررة لتواريخ خاصة بروايته عن بعض شيوخه أو غيرهم ، وأماكن تلك الروايات ، ولما كان بحثنا يتعلق بالشطر الأول منها ، فقد عمدت إلى استقصاء موارد الروايات هذه
19
نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي جلد : 1 صفحه : 19