نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي جلد : 1 صفحه : 12
فهو كافر " [13] . وإذا كان هناك من ينفر من كلمة الحق ، وتعمى عليه الحقائق ، فما باله بالشواهد وقد شهد حادثة الغدير عشرات الألوف من المسلمين ، كما تشهد بذلك الروايات الصحيحة في بطون الكتب [14] ، بل وأخرى تنقل تهنئة الصحابة لعلي عليه السلام بأسانيد صحاح لا تعارض [15] . وحقا إن هذا الأمر لا يخفى ، بالرغم من أنهم لم يألوا جهدا في طمس تلك الحقائق الناصعة المشرقة - حتى وإن تباينت الأزمنة وتباعدت المسافات - ولعل من المفارقات التي تستوقف ذي العقل الفطن وقائع مشهورة نقلها العام والخاص تعرضت للمسخ والتحريف في العديد من المصادر التاريخية والحديثية تختص بحديث الغدير وقضية الولاية ، فعدا ما ذهبوا إليه من تفسيرهم لآية الولاية والتبليغ وغيرها كما يشتهون - وجدت أن بعض المصادر التاريخية عند سردها لوقائع معينة أسقطت ما لا يوافق هواها وأثبتت ما يوافقه ، مثل مناشدته عليه السلام لجماعة الشورى بعد إصابة عمر بن الخطاب حيث أسقطت عبارة " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله : من كنت مولاه فعلي مولاه . . . . ليبلغ الشاهد الغائب ، غيري ؟ " [16] .
[13] المناقب - للمغازلي - : 45 / 68 . [14] أنظر متن الرسالة المحققة وهوامشها . [15] نقلت المصادر بعد سردها لحادثة الغدير قول أبي بكر وعمر بن الخطاب لعلي عليه السلام : بخ بخ لك يا علي لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . أنظر : أنساب الأشراف 1 : 315 ، ترجمة الإمام علي عليه السلام من تأريخ دمشق 3 : 81 / 1127 ، تفسير الرازي 12 : 50 ، وغيرها كما هو مذكور في هوامش الرسالة المحققة ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان عند ذلك هل كانت هذه التهنئة - ومن قبل هذه الجموع الحاشدة - لأمر بسيط كما يصوره البعض ويريد أن يقنع الآخرين به ؟ ! لست معتقدا أن يقوله من يتأمله بإمعان . [16] أثبت وجود هذا النص في المناشدة جملة من المؤرخين منهم : الخوارزمي في المناقب : 222 ، المغازلي في مناقب الإمام علي عليه السلام : 112 / 155 ، ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة 6 : 167 ، وبالرغم من أنهم حملوا كلمة " ولي " على غير وجهها المراد حيث أشرنا إليها سابقا ، إلا أن لهذه العبارة في هذا المجلس دلالة خاصة لا تخفى .
12
نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي جلد : 1 صفحه : 12