نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي جلد : 1 صفحه : 10
المؤامرة الخطيرة ، التي وإن اختلفت نوايا أصحابها إلا أنها تلتقي عند هدف واحد ، وهو إفراغ الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي ، ودفع بالمسلمين إلى هاوية التردي والانحطاط - كما ذكرنا - والالتحاق بركب اليهودية والمسيحية التي أمست ثوبا مهلهلا خرقا يتجلبب به الأحبار والرهبان عندما يتعاطون ملذاتهم المحرمة وشهواتهم الحيوانية . فمن الاجتهاد الباطل قبالة النص السماوي [6] ، ومرورا بالحط من مكانة الرسول صلى الله عليه وآله [7] وانتهاءا بسلب الخلافة من أصحابها الشرعيين ، سلسلة متصلة الحلقات ، إحداها تكمل الأخرى ، إلا أن الأخيرة كانت الترجمة الصادقة لتلك التوجهات الخطيرة . فحقا أن القربة لا تحمل البحر ، ولا النملة تبتلع البيدر ، وشواهد الحق ما ثلة للعيان إلا أن المخطط - مع اختلاف النوايا ، كما ذكرنا ونذكر - أخذ أبعادا واسعة ، ثمارها ما نراه الآن من فرقة مرة وتطاحن مؤلم ، خلف أنهارا من الدموع والدماء ، ولست أدري كيف يتأتى لمن وهبه الله أدنى نور يستضئ به أن يتجاوز تلك الحقائق الواضحة التي تشهد بالنص بالخلافة لعلي عليه السلام لا لكونه أحق من غيره بها فحسب . ويحيرني من لا يرتضي للملوك والزعماء أن لا يعهدوا بالولاية والخلافة - وهم ملوك الدنيا - ويرتضون لله ورسوله ذلك وهو سبيل الدنيا والآخرة ! عدا أنهم نقلوا إن أبا بكر وعمر لم يموتا حتى أوصيا بذلك ، بل والأغرب من ذلك - وحديثي لمن
[6] للاطلاع على مزيد من الإيضاح يراجع كتاب " النص والاجتهاد " للإمام عبد الحسين شرف الدين قدس الله سره الشريف . [7] يجد الباحث عند استقراء عض جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وآله محاولات واضحة للتعرض لشخصيته بالتجريح بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، مركزها الأول محاولة نفي العصمة عنه ، والتي هدفها الحقيقي نفي العصمة عن الأئمة عليهم السلام ورفع شأن بعض الصحابة على حساب شخصيته العظيمة ، وإلصاق بعض الأفعال التي يتنزه عن فعلها بسطاء المؤمنين ، ناهيك عن رسول الله صلى الله عليه وآله ! للاطلاع بوضوح تراجع أبواب فضائل الصحابة في كتب الحديث المختلفة .
10
نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي جلد : 1 صفحه : 10