عدم روايته عن الأشخاص علامة الضعف ، وأولى بأن لا يعتمد على توثيقه وتضعيفه . نعم ، ذكر في « تهذيب التهذيب » أيضا عن ابن معين ، أنّ سعدا تكلَّم في نسب مالك فترك الرواية عنه [1] . فحينئذ يمكن أن يكون بهذا وجه لترك مالك الرواية عنه ! لكن لا لوم على سعد ، إذ لا يمكن لعاقل أن يرى أحدا ولد بعد أبيه بثلاث سنين [2] زاعما أنّه حمل في هذه المدّة ، ويصدّق نسبه ! وذكر في « تهذيب التهذيب » بترجمة محمّد بن إسحاق - صاحب « السيرة » - أنّ مالكا قال في حقّه : « دجّال من الدجاجلة » [3] . ثمّ ذكر في الجواب عنه قول محمّد بن فليح : « نهاني مالك عن شخصين من قريش ، وقد أكثر عنهما في ( الموطَّأ ) ! وهما ممّن يحتجّ بهما » [4] . وحاصله : أنّ قدح مالك لا عبرة به ؛ لأنّ فعله ينقض قوله ! وإليك جملة من علماء الجرح والتعديل ، لتنكشف لك الحقيقة تماما !