نام کتاب : دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة نویسنده : السيد حسين الرجا جلد : 1 صفحه : 260
الوسائل التي أدت به إلى هذه النتيجة فتأمل . ولا أجمل من كلام الشيخ عبد القادر عيسى وهو يقسم طرق الاتحاديين في وحدة الوجود حيث قال : " اختلف علماء النظر في موقفهم من العارفين المحققين القائلين بوحدة الوجود فمنهم من تسرع باتهامهم بالكفر والضلال . . . ومنهم من لم يتورط بالتهجم عليهم . . . وهكذا شأن المنصفين . . . وتنويرا للأفهام فنقول : إن الوجود نوعان وجود قديم أزلي وهو واجب وهو الحق سبحانه . . . ووجود جائز عرضي ممكن . . . وإن القول بوحدة الوجود يحتمل معنيين أحدهما حق والثاني كفر ولهذا فالقائلون بوحدة الوجود فريقان : 1 - الفريق الأول : أراد به اتحاد الحق بالخلق . . وانه عين الأشياء . . قوله هذا كفر وزندقة وأشد ضلالة من أباطيل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان . 2 - الفريق الثاني : إنما أرادوا بوحدة الوجود القديم الأزلي وهو الحق سبحانه فهو لا شك واحد منزه عن التعدد ولم يقصدوا بكلامهم الوجود العرضي المتعدد . . . لأن وجوده مجازي وفي أصله عدمي لا يضر ولا ينفع فالكون في نفسه معدوم . . وهؤلاء قسمان : أ - قسم أخذ هذا الفهم بالاعتقاد والبرهان ثم بالذوق والعيان وغلب عليه الشهود . . ففني عن نفسه فضلا عن شهود غيره مع استقامته على شرع الله وهذا قوله الحق . ب - وقسم ظن أن ذلك علم لفظي فتوغل في تلاوة عباراته وتمسك بظواهر إشاراته وغاب في شهودها عن شهود الحق ، فربما هانت الشريعة في عينيه . . وتكلم بما ظاهره أن الشريعة في جهة يختص بها أهل الغفلة والحقيقة في جهة أخرى يختص بها أهل العرفان ولعمري أن هذا لهو عين الزور والبهتان
260
نام کتاب : دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة نویسنده : السيد حسين الرجا جلد : 1 صفحه : 260