الهندي في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ، والبرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة ، وعشرات غير هؤلاء لا مجال لذكرهم في هذه العجالة [1] . فمثلاً ، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ، نقلاً عن الأُبري في ترجمة محمّد بن خالد الجندي : ( وقد تواترت الأخبار ، واستفاضت بكثرة رواتها ، عن المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المهدي ، وأنّه من أهل بيته ، وأنّه يملك سبع سنين ، ويملأ الأرض عدلاً ، وأنّ عيسى ( عليه السلام ) يخرج فيساعده على قتل الدجّال ، وأنّه يؤمّ هذه الأُمّة ، وعيسى خلفه ) [2] . وقال أيضاً : ( وفي صلاة عيسى ( عليه السلام ) خلف رجل من هذه الأُمّة ، مع كونه في آخر الزمان ، وقرب قيام الساعة ، دلالة للصحيح من الأقوال « أنّ الأرض لا تخلو من قائم لله بحجّة » والله العالم ) [3] . ولم يقتصر الأمر على المتقدّمين من علماء المسلمين ، بل نجد ذلك واضحاً في كتابات المتأخّرين أيضاً ، حيث صرّح أهل التحقيق منهم ، بصحّة أحاديث المهدي ، بل بتواترها ، كالشيخ محمّد الخضر المصري ، والشيخ محمّد فؤاد عبدالباقي ، وأبو الأعلى المودودي ، وناصر الدين الألباني ، والشيخ حمود التويجري ، والشيخ عبدالعزيز بن باز ، وغيرهم [4] . وقال الشيخ منصور علي ناصف في كتابه ( التاج الجامع للأُصول ) : ( اشتهر بين
[1] نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني : ص 144 ؛ العطر الوردي لشرح القطر الشهدي للبلبيسي : ص 45 . [2] تهذيب التهذيب : ج 9 ، ص 125 / 201 ، ترجمة محمّد بن خالد الجندي . [3] فتح الباري : ج 6 ، ص 385 . [4] نظرة في أحاديث المهدي : ص 829 - مقال نشرته مجلّة التمدّن الإسلامي ، دمشق 1370 ه - 1950 م ؛ محاضرة نشرت في مجلّة الجامعة الإسلاميّة للشيخ محمّد فؤاد عبدالباقي ، العدد الثالث ، السنة الأُولى ، 1388 ه السعوديّة ؛ البيانات للمودودي : ص 116 ؛ حول المهدي - مقال - 644 ، نشرته مجلّة التمدّن الإسلامي 1371 ه - دمشق ؛ الإحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر : ص 70 - 71 ؛ الإحتجاج بالأثر للتويجري : كلمة التصدير ، بقلم ابن باز ، ص 3 .