وولّدوا فيه أحاديث كاذبة ، واستشهادهم على ذلك بتفرّق الشيعة بعد وفاة كلّ إمام إلى عدّة فرق ، وعدم معرفتهم للإمام بعد الإمام ، وعن معنى البداء في إسماعيل ومحمّد بن علي الذي يتنافى مع وجود القائمة المسبقة بأسماء الأئمّة ، ووفاة زرارة دون معرفته بالإمام بعد الصادق ، ثمّ ردّ الصدوق على الزيديّة فقال : إنّ الإماميّة لم يقولوا إنّ جميع الشيعة كانوا يعرفون الأئمّة الاثني عشر ، ولم ينكر أنّ زرارة لم يكن يعرف الحديث ، ولكنّه انتبه بعد ذلك إلى منزلة زرارة وعدم إمكانيّة جهله بأي حديث من هذا القبيل ، وهو أعظم تلامذة الإمام الصادق ، فتراجع وقال : إنّ زرارة ربما كان يخفي ذلك تقيّة ، ثمّ عاد فتراجع مرّة أُخرى بعد قليل ، وقال : إنّ الكاظم قد استوهبه من ربّه لجهله بالإمام ، لأنّ الشاك فيه على غير دين الله ) [1] . هذا هو نص الكاتب الذي نقل من كمال الدين للشيخ الصدوق ، وفي هذا النص عدّة اعتراضات للزيديّة : الأوّل : الأئمّة اثنا عشر قول أحدثته الإماميّة . الثاني : تفرّق الشيعة بعد وفاة كلّ إمام . الثالث : معنى البداء في إسماعيل ومحمّد . الرابع : وفاة زرارة من دون معرفة الإمام بعد الصادق . ولكن للأسف لم ينقل الكاتب سوى ردّ واحد مزوّر للشيخ الصدوق على مسألة زرارة ، ونحن سنذكر ردود الشيخ الصدوق على تلك الإشكالات ، ونبيّن تزوير الكاتب وتحريفه . ردّ الشيخ الصدوق على الاعتراض الأوّل : نقل الشيخ الصدوق الروايات التي تؤكّد أنّ أصل نظريّة الاثني عشريّة هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونقل ذلك من كتب العامّة ، وليس من كتب الشيعة فقط ، فعن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه ، إذ قال له شاب : هل عهد إليكم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كم يكون من بعده خليفة ؟ قال : إنّك لحدث