نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 89
فهذه سبع وظائف ، إعتقد كافة السلف وجوبها على كل العوام ، لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف في شئ منها " . وفي مناهل العرفان للإمام الزرقاني : " علماؤنا - أجزل الله مثوبتهم - قد اتفقوا على ثلاثة أمور تتعلق بهذه المتشابهات ثم اختلفوا فيما وراءها . فأول ما اتفقوا عليه : صرفها عن ظواهرها المستحيلة ، واعتقاد أن هذه الظواهر باطلة بالأدلة القاطعة ، وبما هو معروف عن الشارع نفسه في محكماته . ثانيه : أنه إذا توقف الدفاع عن الإسلام على التأويل لهذه المتشابهات وجب تأويلها بما يدفع شبهات المشبهين ويرد طعن الطاعنين . ثالثه : أن المتشابه إذا كان تأويل واحد يفهم منه فهما قريبا وجب القول به إجماعا ، وذلك كقوله سبحانه ( وهو معكم أينما كنتم ) فإن الكينونة بالذات مع الخلق مستحيلة قطعا ، وليس لها بعد ذلك إلا تأويل واحد وهو الكينونة معهم بالإحاطة علما وسمعا وبصرا وقدرة وإرادة . أما اختلاف العلماء فيما وراء ذلك ، فقد وقع على ثلاثة مذاهب : مذهب السلف ، ويسمى مذهب المفوضة ( بكسر الواو وتشديدها ) وهو تفويض معاني هذه المتشابهات إلى الله وحده بعد تنزيهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة " . وقد بين بعد ذلك الدليل على مذهب السلف ، كما بين المذهب الثاني وهو مذهب الخلف ، أما المذهب الثالث فقال : " المذهب الثالث : مذهب المتوسطين ، وقد نقل السيوطي هذا المذهب فقال : وتوسط ابن دقيق العيد فقال : إذا كان التأول قريبا من لسان العرب لم ينكر أو بعيدا ، توقفنا عنه وآمنا بمعناه على الوجه الذي أريد به مع التنزيه ، وما كان معناه من هذه الألفاظ ظاهرا مفهوما من تخاطب العرب قلنا به من غير توقف ، كما في قوله تعالى : ( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ) فنحمله
89
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 89