نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 87
العلم ، ومجترئين على النطق بكلمات في المتشابهات لا ينطق بمثلها من يخاف مقام ربه . وأما أهل الحق فلا يدعون معرفة جميع التأويل ، بل يفوضون علمه إلى الله ويردون المتشابه إلى المحكم جملة وتفصيلا ، ولا يحملون لفظ التأويل في تلك الحالة على خاف معناه المعلوم من السياق . . بل يحمل بعض المحققين منهم النفي في الآية - بالوقف على لفظة الله كما هو المؤيد دراية ورواية - على سلب العموم دون عموم السلب ، بالنظر إلى أن التأويل مصدر مضاف فيكون من ألفاظ العموم ، فبانصباب النفي على العموم يكون المعنى : ما يعلم غيره تعالى بنفسه جميع التأويل . وهذا لا يمانع معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم جميع التأويل بتعليم الله سبحانه وحيا ، ولا يمنع أهل العلم من الأمة من السعي في معرفة ما دون الجميع من التأويل . وبهذا تعرف قيمة ما أطال به ابن تيمية الكلام في تفسير سورة الإخلاص ، متظاهرا بالمسايرة مع الخلف مخادعة منه في صدد توهين الوقف على لفظة " الله " مع إخراج التأويل على معناه ، ليتمكن من حمل المتشابهات على معتقد الحشوية . فإذا تدبرت كلامه الطويل هناك تحت نور هذا البيان تجده يضمحل ويذهب هباء . ومن الطريف تأويل التأويل ممن ينكر التأويل ويدعي الأخذ بالظاهر . . . " [1] . وقد سبقهم إلى ذلك جماعة من كبار العلماء : قال الفخر الرازي في أساس التقديس :