نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 86
اعتقاد الجلوس على العرش خاصة قوله تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) وقوله تعالى : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقوله تعالى : ( واسجد واقترب ) وقوله تعالى : ( والله بكل شئ محيط ) وقوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) . . . إلى غير ذلك مما لا يحصى في الكتاب والسنة المشهورة ، مما ينافي الجلوس على العرش . وأهل السنة يرونها أدلة على تنزيه الله سبحانه عن المكان كما هو الحق . فلا يبقى للحشوية أن يعملوا شيئا إزاء أمثال تلك النصوص غير محاولة تأويلها مجازفة ، أو العدول عن القول بالاستقرار المكاني . فأين التمسك بالظاهر في هاتين الحالتين ؟ وهكذا سائر مزاعمهم . على أن من عرف أقسام النظم باعتبار الوضوح والخفاء ، وأقر بكون آيات الصفات وأخبارها من المتشابه ، كيف يتصور في هذا المقام ظاهرا يحمل المتشابه عليه ، وإنما حقه أن يحمل المتشابه في الصفات على محكم قوله تعالى : ( ليس كمثله شئ ) بالتأويل الإجمالي . ومن الحشوية من يزعم أن الآية المذكورة متشابهة ليتنكب الحل المذكور . بل منهم من بلغ الكفر إلى حد أن يقول : له ساق كساقي هذه ، والمراد بالآية نفي المماثلة في الإلهية لا في كل أمر ، كما تجد ذلك في كتب العبدري الظاهري في تاريخ ابن عساكر ، وهذا كفر بواح . فتلاوة المشبه الآية المذكورة لا تفيد بمجردها التنزيه بالمعنى الذي يفهمه أهل الحق من الآية ، فلا تفعل ولا تنخدع . فمن المضحك المبكي تمسكهم مرة في نفي العلم بالتأويل بقوله تعالى : ( وما يعلم تأويله إلا الله ) باعتبار الوقف على الاسم الكريم مع دعوى الحمل على الظاهر . وزعمهم أخرى أن التأويل بمعنى التفسير مع الوقف على ( والراسخون في العلم ) مدعين أنهم يعلمون تأويل المتشابه باعتبار أنهم من الراسخين في
86
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 86