نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 382
ومن المعلوم : أنه لو كان موجودا وقد أمره الله بالخروج ، إنه يخرج سواء نادوه أو لم ينادوه ، وإن لم يؤذن له فهو لا يقبل منهم ، وأنه إذا خرج فإن الله يؤيده ويأتيه بما يركبه وبمن يعينه وينصره ، ولا يحتاج إلى أن يوقف له دائما من الآدميين من ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ! والله سبحانه قد عاب في كتابه من يدعو من لا يستجيب له دعاءه . . . هذا مع أن الأصنام موجودة ، وكان يكون فيها أحيانا شياطين تتراءى لهم وتخاطبهم ، ومن خاطب معدوما كانت حالته أسوء من حال من خاطب موجودا وإن كان جمادا . فمن دعا المنتظر الذي لم يخلقه الله كان ضلاله أعظم من ضلال هؤلاء ، وإذا قال : أنا أعتقد وجوده ، كان بمنزلة قول أولئك : نحن نعتقد أن هذه الأصنام لها شفاعة عند الله فيعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، والمقصود أن كليهما يدعو من لا ينفع دعاؤه ، وإن كان أولئك اتخذوهم شفعاء آلهة وهؤلاء يقولون : هو إمام معصوم ، فهم يوالون عليه ويعادون عليه كموالاة المشركين على آلهتهم ، ويجعلونه ركنا في الإيمان لا يتم الدين إلا به ، كما يجعل بعض المشركين آلهتهم كذلك . . . " [1] . لا سبيل إليه فالإيمان به تكليف بما لا يطاق قال : " وأيضا : فصاحب الزمان الذي يدعون إليه ، لا سبيل للناس إلى معرفته ولا معرفة ما يأمرهم به وما ينهاهم عنه وما يخبرهم به ، فإن كان أحد لا يصير سعيدا إلا بطاعة هذا الذي لا يعرف أمره ولا نهيه ، لزم أن لا يتمكن أحد من طريق النجاة والسعادة وطاعة الله ، وهذا من أعظم تكليف ما لا يطاق ، وهم