نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 357
ثم إن جعل هذا أفضل أو ذاك غلط فاحش ، فالصلح كان من الإمام الحسن عليه السلام وطرفه معاوية ، والقيام كان من الإمام الحسين عليه السلام وطرفه يزيد ، فلا وجه للمقايسة كي يقال هذا أفضل أو ذاك ! وكما كان الإمام الحسين عليه السلام ساكتا على معاوية ، كأخيه الإمام الحسن ، كذلك الإمام الحسن عليه السلام كان يقوم على يزيد - لو كان في زمانه - كأخيه الإمام الحسين . ثم إذا كان الإمام الحسن عليه السلام غير قاصد للقتال منذ اليوم الأول فلماذا يبرر سم معاوية له - بعد التشكيك في ذلك - بأنه " من باب قتال بعضهم بعضا " [1] ؟ ويقول - في الإمام الحسن والإمام الحسين كليهما - : " ليس ما وقع من ذلك بأعظم من قتل الأنبياء ، فإن الله تعالى قد أخبر أن بني إسرائيل كانوا يقتلون النبيين بغير حق ، وقتل النبي أعظم ذنبا ومصيبة " [2] . وسيأتي مزيد من ذلك في الدفاع عن معاوية ويزيد وبني أمية . لم يكن في فعل الحسين مصلحة بل كان مفسدة وهذا ما ردده ابن تيمية غير مرة ، من ذلك قوله : " لم يكن في خروجه مصلحة لا في دين ولا في دنيا ، ولكن في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده " [3] .
[1] منهاج السنة 4 / 471 . [2] منهاج السنة 2 / 247 ، 4 / 550 . [3] منهاج السنة 4 / 530 .
357
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 357