نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 273
وسلم يقول : علي مع الحق والحق مع علي حيث كان . قال : من سمع ذلك ؟ قال : قاله في بيت أم سلمة . قال : فأرسل إلى أم سلمة فسألها . فقالت : قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي . فقال الرجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن ؟ فقال : ولم ؟ قال : لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم لم أزل خادما لعلي حتى أموت . رواه البزار . وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح " [1] . أقول : وإنما أوردته لما فيه من الفوائد : الأولى : الوقوف على دجل القوم ، فإن " فلانا " هو " معاوية " و " سعد " هو " ابن أبي وقاص " فسعد كان قد سمع هذا الكلام ، ولم يخبر به أحدا ، فكان ممن كتم الشهادة بالحق ، وأيضا : لم يعمل به ، فكان ممن خذل الحق - كما وصف أمير المؤمنين سعدا وأمثاله بعد عثمان - وإن ثبت بعد ذلك ندمه على عدم قتاله الفئة الباغية مع علي . ومعاوية كان قد سمع هذا الكلام وغيره من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قطعا ، والآن - وبعد أن تغلب على الأمر - يلوم سعدا على عدم إخباره بهذا الحديث ، ويقول - كذبا ولعنة الله عليه - ولو سمعت من النبي لم أزل خادما لعلي حتى أموت " . والثانية : أن في هذا الحديث شهادة اثنين من الصحابة بصدوره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أحدهما هو سعد وهو من القاعدين عن نصرته والخاذلين له ، ثم أم سلمة أم المؤمنين ، وهي علوية النزعة ، فرحمها الله رحمة